موسكو تحتضن معرضا لنجمة الباليه مايا بليسيتسكايا

الثقافة والفن

انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/mx1y

يفتتح في غاليري "غراود سوليانكا" بموسكو الأربعاء 18 ديسمبر معرض "أنا مايا بليسيتسكايا" بمناسبة حلول الذكرى الـ95 لولادة النجمة الراحلة للباليه السوفيتي والعالمي، مايا بليسيتسكايا .

وحسب مديرة المشروع، ماريا تريغوبوفا، فإن المعرض يتوزع في 6 قاعات وكل منها عبارة عن عالم منعزل أو مسرح صغير يسلط الضوء على مراحل إبداع راقصة الباليه وحياتها وعواطفها.

وتسمى القاعات بـ"الطفولة"، "الحب"، "الخوف"،"المجد"،  "المضمون"، "المطبخ".

ويتضمن المعرض أرشيف الفيديو لراقصة الباليه الذي يعرض مقتطفات من الأفلام التي عرضت أداءها الرائع والأفلام السينمائية التي شاركت فيها كممثلة وتصريحاتها وكلماتها في منتديات مختلفة.

وهناك غرفة تسمى بـ "صالة الباليه" التي تصدح فيها موسيقى زوجها الموسيقار، روديون شيدرين. وغرفة بُسلم يؤدي إلى الأعلى تمثل مسيرة الراقصة الإبداعية.

يذكر أن بليسيتسكايا، ولدت عام 1925 بموسكو في عائلة من اليهود الليتوان ممن انخرطوا بشكل أو بآخر في المسرح أو السينما، فقد كانت والدتها راشيل ميسيرير - بليسيتسكايا ممثلة في السينما الصامتة، بينما كان خالها وخالتها آساف وسولاميث ميسيرير راقصين في فرقة البولشوي، كما أصبح أخوها ألكسندر فيما بعد مصمم رقصات شهيرا، كما أصبحت ابنة عمها هي الأخرى راقصة باليه.

اعتقل والد بليسيتسكايا، والذي كان يعمل دبلوماسيا ومن أحد أقطاب صناعة الفحم، عام 1938 في ذروة القمع الستاليني، ثم أرسلت والدتها إلى معسكرات الغولاغ في كازاخستان بعد إعدام الوالد، واعتنت بمايا خالتها راقصة الباليه حتى الإفراج عن الأم عام 1941. رقصت بليسيتسكايا على خشبة مسرح البولشوي للمرة الأولى حينما كانت في الحادية عشرة من عمرها، والتحقت بالعمل في البولشوي بعد تخرجها عام 1948، ولم تتركه سوى عام 1990.

حصلت بليسيتسكايا على لقب فنان الشعب في الاتحاد السوفيتي عام 1958، وفي نفس السنة تزوجت من المؤلف الموسيقي الروسي روديون شيدرين. وفي نهاية الخمسينيات قرر الزعيم السوفيتي، نيكيتا خروشوف، استخدامها في الدعايا ضد معاداة الشيوعية، ورفع عنها الحظر بالسفر بتدخل رسمي منه شخصيا، وكتب بهذا الصدد في مذكراته: "لم تكن بليسيتسكايا راقصة الباليه الأفضل في الاتحاد السوفيتي فحسب، وإنما كانت الأفضل في العالم". ومع بداية سفرها إلى العالم غيّرت بليسيتسكايا من مفهوم الباليه في العالم من خلال قدراتها التكنيكية والمعايير الجديدة التي طرحتها فيما يخص لمعان الأداء والحضور الدرامي لراقص الباليه. وبعد عودتها من جولة فنية إلى نيويورك احتضنها خروشوف قائلا: "أحسنت صنعا يا صغيرتي بعودتك، ولم تخذلينني، كنت سأبدو أحمق فعلا لو فعلت ذلك". وردا على سؤال بليسيتسكايا عما منعها من الهروب من الاتحاد السوفيتي، مثلما فعل غيرها من أشهر الراقصين: رودولف نورييف، ناتاليا ماكاروفا، وميخائيل باريشنيكوف، بأنه أمر أخلاقي في العائلة، فمن يهرب نحو الأعداء يعتبر خائنا.

لعل من أهم الأدوار التي رقصتها بليسيتسكايا هو دور باليه "كارمن" في صياغة زوجها شيدرين لموسيقى أوبرا جورج بيزيه التي تحمل نفس الاسم، وحينما عرض هذا الباليه عام 1967 على خشبة مسرح البولشوي كان بمثابة ثورة فنية في فن الباليه بالاتحاد السوفيتي، حيث تضمن طيفا جديدا من الحركات الحسية المشتقة من تصميم الرقصات اللاتينية، واستخدام شيدرين لآلات الإيقاع المختلفة، وعلى الرغم من الاتهامات التي واجهتها بليسيتسكايا آنذاك بالتخلي عن القيم الكلاسيكية الأصيلة لفن الباليه، إلا أن النقاد في الغرب اعتبروا خروج البولشوي عن التقاليد هو نجاح أكيد.

من بين أشهر أدوارها أيضا كان باليه "بوليرو" على موسيقى موريس رافيل التي تحمل نفس الاسم، من تصميم موريس بيجار، وهو من أصعب الباليهات على الإطلاق لكون راقصة الباليه ترقص منفردة لمدة 20 دقيقة.

كذلك قامت بليسيتسكايا بتصميم عدد من الباليهات من بينها "آنا كارينينا" و"النورس" و"السيدة والكلب الأليف"، كما مثّلت في بعض الأفلام السوفيتية من بينها فيلم "آنا كارينينا" عام 1968. وفي التسعينيات سافرت بليسيتسكايا وزوجها واستقرا في ألمانيا، حيث توفيت إثر نوبة قلبية 2 مايو عام 2015.

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا