خبير مصري لـRT: الانتخابات التركية الأخيرة تجربة ديمقراطية ينبغي للعرب التعلم منها

أخبار العالم العربي

خبير مصري لـRT: الانتخابات التركية الأخيرة تجربة ديمقراطية ينبغي للعرب التعلم منها
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/vg3x

قال المحلل السياسي المصري، إسماعيل صبري مقلد، معلقا على تنصيب رجب طيب أردوغان، رئيسا لتركيا بأن الانتخابات ضربت أروع الأمثلة في التجربة الديمقراطية العريقة التي ترسخت لدى الأتراك.

وأشار في حديثه  لـRT: "الانتخابات التركية الأخيرة، ضربت أروع الأمثلة في التجربة الديمقراطية العريقة التى ترسخت لدى الأتراك، بينما ولادة الديمقراطية لدى الدول العربية تعاني من المخاض".

وأضاف: "افتتح البرلمان التركي الجديد دورة انعقاده الأولى أمس في مشهد برلماني مهيب بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان، وزعيم المعارضة السياسية كمال أوغلو، الذي خاض ضده معركة انتخابات الرئاسة في جولتيها الأولى والثانية، وهي الانتخابات التي كانت في كثافة أعداد الناخبين الذين شاركوا فيها، وفي نزاهتها، وبواقعية وتواضع نتائجها".

واعتبر المحلل السياسي المصري أن هذا يعد حدثا سياسيا غير مسبوق في تاريخ تركيا.

وقال: "شاهد الشعب التركي المراسيم الرئاسية بتشكيل الحكومة التركية الجديدة، وليبدأ معها فصل جديد ومهم من فصول العمل السياسي في هذا البلد العريق من بلدان الشرق الأوسط". 

وأردف بالقول: "كل ذلك تم بسلاسة وسرعة ودون مشكلات كان يمكن أن تعرقل تتابع هذه الاستحقاقات الدستورية المهمة بعد أن سلم الجميع بنتائجها ليتجهون بانظارهم إلى المستقبل، بعد أن أدى كل طرف ما عليه ولم يقصر فيه".

وأضاف: "أقارن ما حدث منذ أيام في تركيا، بما حدث خلال العامين الماضيين في العديد من الأقطار العربية، وبدلا من أن يرسم لها معالم مستقبلها ويفتح الطريق أمامها، دخل بها في متاهات كبيرة تعذر عليها الخروج منها".

وسرد صبري عدة أمثلة على ما ذهب إليه من تحليل: "فليبيا مثلا ما تزال غارقة في دوامة سياسية هائلة من الخلافات والانقسامات والمناورات التي حالت وما تزال دون عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فيها  وأصبحنا أمام شرق وغرب ليبي لكل منهما دولته ونظامه ومؤسساته.. وهو ما أطال أمد الأزمة السياسية التي تضرب ليبيا، الشعب الليبي هو وحده من يدفع ثمنها من أمنه واستقراره ومستقبله".

وأردف: "هناك لبنان والذي مر عام كامل الآن على انتخاباته النيابية دون تشكيل حكومة لبنانية دائمة تحل مكان حكومة تصريف الأعمال المؤقتة، وبقاء المنصب الرئاسي شاغرا لفترة تزيد على سبعة شهور الآن، وليبقى لبنان بلا رئيس وبلا حكومة .. وليغرق أكثر وأكثر في أزماته التي تدمره.. وهذه نوعية أخرى من الانتخابات والبرلمانات الفاشلة في نتائجها".

وقال: "وهناك تونس التي تعيش في دوامة رهيبة ومستمرة من الارتباك في المشهد السياسي بكل ما فيه ومن فيه.. وبرلمانها الذي لم يشارك في انتخابه أكثر من عشرة في المائة من الناخبين التونسيين لأسباب لا تخفى على أحد، يكاد يكون غائبا تماما من الصورة، وهو برلمان بلا هوية سياسية أو حزبية واضحة تدل علي توجهه أو على ما يمكن توقعه منه، برلمان بلا دور أو هدف، ولهذا يحجم الناخبون عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع وإضاعة وقتهم في ما لا جدوي منه أو في ما لا دور أو أهمية له في حياتهم".

وأضاف: "وقبلها ظل العراق ولشهور طويلة بلا حكومة دائمة بعد انتخابات برلمانية شاركت فيها أعداد كبيرة نسبيا من الناخبين العراقيين، وأعقبتها هي الأخرى خلافات وانقسامات واستقالات وانسحابات واعتصامات وصلت إلى حد احتلال مقر البرلمان الجديد نفسه وتعطيل أعماله بمقاطعته، وبالدعوة إلى حله وإجراء انتخابات مبكرة جديدة ولم يكن النواب الجد قد فرغوا من أداء اليمين الدستورية أمام مجلسهم النيابي الجديد كنواب للشعب... ولولا الاختراق المفاجئ الذي حدث في اللحظة الأخيرة لكان العراق ما يزال غارقا هو الآخر في دوامة ازماته السياسية ولما استقرت أوضاعه..ولما كانت له حكومة مستقرة ترعى شؤونه وتوفر الحلول لمشكلاته".

 وختم بالقول: "كل هذا وغيره، ويبقى السؤال الذي يلح علينا طول الوقت: لماذا كل هذا التعثر والفشل المتكرر هنا، ولماذا كل هذا النجاح والتقدم والانطلاق هناك؟ وهل السبب هو في طبيعة ثقافتنا ومجتمعاتنا أم لأسباب أخرى تغيب عنا ولا نعرفها ؟".

القاهرة - ناصر حاتم

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا