لماذا تبدو خطة كيسنجر للسلام في أوكرانيا كأنما كتبها بوش الابن
تحت العنوان أعلاه، كتب سيميون غوروديتسكي، في "أوراسيا ديلي"، حول دعوة هنري كيسنجر روسيا إلى وقف القتال والتراجع.
وجاء في المقال: يقترح السياسي الأمريكي البارز، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، في عموده في The Spectator، أن توقف روسيا عملياتها القتالية في أوكرانيا، وتتراجع، وتتقبل التوسع الجديد لحلف شمال الأطلسي إلى الشرق.
منذ البداية، دعونا ننتبه إلى نقطة مهمة للغاية: يفسر كيسنجر أحداث تاريخ العالم من خلال منظور التفوق الأمريكي.
من أجل التقويم الصحيح لما يقترحه المؤلف فعليًا، ينبغي الإجابة أولاً عن سؤال من هو هنري كيسنجر الذي تشف عنه آراؤه السياسية؟
هنري كيسنجر، خلاف المحافظين الجدد، ممثل بارز لمدرسة "السياسة الواقعية" التي تنافس المحافظين الجدد. إذا تحدثنا عن الاختلافات، فإن المحافظين الجدد لا يأخذون في الحسبان على الإطلاق أن الدول الأخرى قد يكون لها مصالح خاصة بها. بينما ينطلق كيسنجر وأنصار السياسة الواقعية من حقيقة أن الدول الأخرى قد يكون لها مصالحها الخاصة، وقد تأخذها الولايات المتحدة في الاعتبار. من حيث المبدأ، هذا هو المكان الذي يأتي منه أسلوب كيسنجر المسمى "الدبلوماسية المكوكية".
وهنا نصل إلى تناقض، لأن كيسنجر في خطته للسلام لا يأخذ بعين الاعتبار مصالح روسيا على الإطلاق، إنما يبدي استعدادا، من مطلق القوة، لتقديم بعض الوعود الغامضة إذا وافق الكرملين على الشروط المقترحة. لذلك تبدو "خطة كيسنجر للسلام" كما لو أن جورج دبليو بوش هو الذي كتبها وليس كيسنجر على الإطلاق.
ولذلك، أيضا، ظهرت راوية تقول إن "خطة السلام" كُتبت بالفعل في البيت الأبيض، وطُلب من كيسنجر ببساطة نشرها، من أجل جس النبض.
إذا رفضها الكرملين، فلن لا يرفض اقتراح بايدن، إنما اقتراح "بطريرك السياسة الأمريكية".. ويمكن دائمًا القول إن هذا كان رأي هنري كيسنجر الشخصي.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
