الصراع الجديد من أجل تفوق البحث على الإنترنت

أخبار الصحافة

الصراع الجديد من أجل تفوق البحث على الإنترنت
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/uxve

إن محركات البحث الإلكترونية هي نافذة العالم إلى الإنترنت، حيث توفر لمليارات الناس الوصول السريع إلى ثروة طائلة من المعلومات

 كما أنها أحدثت ثورة في رؤيتنا للعالم، ومهدت الطريق أمام ظهور شركات تقنية بقيمة تريليونات الدولارات وظهور نماذج أعمال جديدة. 

كان الصراع من أجل التفوق في البحث على الإنترنت عاملاً رئيسيًا في نجاح شركات مثل جوجل، التي هيمنت على الإنترنت بفهرستها الجيدة للمواقع الإلكترونية. ونتيجة لقاعدة مستخدميها الضخمة، فقد أصبحت منصة تسويق رائدة حيث حققت شركتها الأم Alphabet إيرادات بقيمة 283 مليار دولار في العام 2022 وقيمة سوقية تبلغ 1.3 تريليون دولار.

ندرك أن عالم التكنولوجيا شديد الخطورة، ولذلك تحتاج الشركات إلى مواكبة التقنيات والاتجاهات من أجل الحفاظ على ميزة تنافسية. وتاريخ التكنولوجيا مليء بأمثلة من الشركات التي فشلت في مواكبة ذلك، مثل كوداك ونوكيا، والتي انتهى بهما الأمر بخسارة جزء كبير من حصتهما في السوق ودفع ثمن باهظ لعدم قدرتهما على التكيف عندما كانتا في مفترق طرق تكنولوجي.

واليوم، يقف العالم عند مفترق مشابه جديد متمثل في الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تكنولوجيا البحث. فقد أعطى إطلاق شركة OpenAI لمنصة ChatGPT الخاصة بها للمستخدمين النهائيين فكرة عما يمكن للذكاء الاصطناعي فعله؛ من حيث توليف المعلومات من جميع أنحاء الإنترنت باستخدام اللغة الطبيعية وبطريقة أكثر ذكاءً وتنظيمًا من محركات البحث التي اعتدنا عليها. منذ إطلاق ChatGPT في 30 نوفمبر 2022، حدثت ضجة كبيرة على الإنترنت، حيث استقطب التطبيق أكثر من 100 مليون مستخدم والأعداد في ازدياد مستمر، مما يشير إلى أن مستخدمي الإنترنت يريدون شيئًا جديدًا وأن الوقت قد حان لجيل جديد من محركات البحث. واستثمرت مايكروسوفت مليار دولار في OpenAI في يوليو 2019 وتعهدت مؤخرًا بأكثر من 10 مليارات دولار كتمويل إضافي من أجل تسريع نمو OpenAI، بالإضافة إلى الإعلان مؤخرًا عن إضافة ميزة ذكاء اصطناعي تعتمد على ChatGPT لتضمينها في إصدار جديد من متصفح الإنترنت Edge.

تعمل جوجل منذ فترة طويلة على محرك الذكاء الاصطناعي الخاص بها المسمى LaMDA ولكنه يواجه مأزق منذ إصدار OpenAI لتطبيق ChatGPT في أواخر العام الماضي. من الواضح أن هذا دفع إدارة جوجل إلى حالة من الهلع، حيث تحاول باللحاق بالركب والإسراع في إطلاق تطبيق مشابه يسمى Bard. وفيما يمكن وصفه بأنه تحول دراماتيكي للأحداث، أطلقت جوجل مقطع فيديو ترويجي لـBard لتوضيح طريقة عمله ولكنه أنتج معلومات غير دقيقة، مما أدى إلى صدمة عبر مجتمع الإنترنت وانخفاض قيمة شركة Alphabet بنحو 100 مليار دولار.

من الواضح أن كل شيء أصبح على المحك في هذا العالم الجديد المعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث ستتميز الشركات التي تبادر بالعمل وتتحرك نحو الابتكار. وتحاول جوجل الآن أيضًا اللحاق بالركب في عالم لم تكن تواجه فيه منافسة كبيرة من قبل. وهذا يدل على أنه لا يمكن لأي شخص، بغض النظر عن مدى هيمنته، أن يعتمد على ما حققه من انجازات، حيث توجد دائمًا شركات لديها الحماس والاستعداد لتولي الصدارة في أكثر الصناعات ربحًا في عصرنا.

ما قدمته أنظمة مثل ChatGPT ليس سوى البداية، لذلك تحتاج هذه المنطقة إلى تأمين حصتها من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي العالمية. أنا أؤمن بالعمل الاستباقي وأدعو الدول العربية إلى تطوير برنامج مهارات ذكاء اصطناعي عملي ليشكل جزءًا من استراتيجياتها الوطنية فهناك الكثير مما يمكن تحقيقه في اقتصاد الإنترنت. ويكفي ابتكار واحد فقط في مجال الذكاء الاصطناعي في هذه المنطقة لتوليد قيمة هائلة وازدهار.

تُعد الكفاءة الرقمية في الذكاء الاصطناعي أمرًا ضروريًا في وقت نشعر فيه جميعًا بآثار الضغط العالمي. هذه فرصة لتغيير وتطوير نظام بيئي قوي للذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تغذية الطلب المستقبلي في هذا التخصص الذي من المتوقع أن ينمو بشكل هائل.

طلال أبوغزاله

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا