مادة خاصة - مترو موسكو.. الخط الدائري الكبير هو الأطول في العالم (صور)
افتتح "الخط الدائري الكبير" التابع لشبكة مترو الأنفاق في العاصمة الروسية موسكو، والذي سيحدث نقلة نوعية في مجال النقل في المدينة.
أصبح الخط الدائري الكبير (بولشايا كولتسيفايا Bolshaya Koltsevaya)، يعمل بطاقته الكاملة، علمًا أن هذا الخط مُصَمّم لتوسيع وتحديث نظام مترو الأنفاق، ولتخفيف الازدحام المروري أساسًا على الخط الدائري (خط كولتسيفايا) (Koltsevaya)، ولتقليل الاختناقات المرورية في موسكو، أخيرا. يبلغ طول الخط الدائري الكبير 70 كيلومترًا، ويحتوي على 31 محطة و3 مستودعات كهربائية.
بُني أطول خط مترو أنفاق دائري في وقت قياسي، إذ تم افتتاح القسم الأول منه في عام 2018، تبعه كثير من الأقسام في عام 2021، بما في ذلك أطول قسم مترو في تاريخ موسكو، يبلغ 21 كيلومترًا ويشتمل على 10 محطات.
وقد سمحت حلول التصميم والهندسة، الفريدة من نوعها، بالتكامل السّلس لخط المترو الدائري مع البنية التحتية الموحدة للمدينة. يدمج الخط الدائري الكبير جميع الخطوط الدائرية الحالية والمستقبلية لمترو الأنفاق، فضلًا عن أنها يوفر تقاطعات مع وسائط النقل الأخرى. مهّدت طرق بديلة، بما في ذلك 47 خط تقاطع مع خطوط أخرى، للركاب إمكانية الانتقال من نقطة إلى أخرى في المدينة دون الحاجة إلى المرور بمركزها.
تتماشى الحلول المعمارية المستخدمة مع العصر: تقليدية وحديثة، بسيطة ومعقدة، جادة وساخرة. لكن يمكن ملامسة "حمض مترو الأنفاق النووي"، ماهيته المنفردة، في جميع المحطات العصرية والتاريخية.
كما ستكون جميع خدمات مترو موسكو عالية التقنية مُتاحة لركاب الخط الدائري الكبير، بما في ذلك أكثر الطرق ملاءمةً لتسديد الرسوم. - لقد تلقى نظام بيع التذاكر في مترو موسكو اعترافًا كالأفضل في العالم، وذلك بحصوله على جائزة تذاكر النقل الدولية المرموقة - Transport Ticketing Award مرتين (في 2020 و2021). تقبل كل بوابة دوارة على الخط بطاقات السفر والبنوك، وفي كل ردهة تقبل بوابتان دوارتان المدفوعات البيومترية - المقياس الحيوي.
ويتميز الخط الدائري الكبير بقطارات مجهزة تجهيزًا جيدًا، بحيث توفر بيئة مريحة للعمل ولنزهات السيّاح، إذ تحتوي على أبواب واسعة وممرات بين القاطرات، ونواقل تسلسلية عامة - مقابس لشحن الهواتف النقالة (USB)، بالإَضافة إلى شاشات عرض للمعلومات ومكيفات (تبريد وتدفئة) بنظام تطهير الهواء. ويتم توفير الراحة أيضًا من خلال أنظمة عزل الضوضاء المحسنة ونظام الإضاءة التكيفية التي تغير درجة الحرارة اللونية وفق الوقت.
سيُسهم مشروع الخط الدائري الكبير بتحسين رحلات التنقل، بالنسبة لجميع المقيمين والزوار في العاصمة، على نحو ملحوظ، كما وسيقدم طرقًا جديدة قصيرة وتحويلات أسرع وخطوط مترو أنفاق، وطرق أقل ازدحامًا. يمتد الخط الدائري الكبيرعبر 34 منطقة في المدينة يقطنها 3.3 مليون شخص، أي ما نسبته 30٪ من سكان موسكو. ستكون لدى 1.2 مليون من سكان موسكو الآن محطة مترو أنفاق جديدة على مرمى حجر منهم، ستوفر روابط النقل الجديدة بين المناطق بما يسمح بتوفير 45 دقيقة يوميا.
تاريخ مترو موسكو
افتتح الفرع الأول من مترو الأنفاق في موسكو عام 1935، وكان أول نظام للسكك الحديدية تحت الأرض في الاتحاد السوفيتي، وبنيت بعض محاطته حينها على عمق 70 متر تحت الأرض.
وتضم شبكة مترو الانفاق في العاصمة الروسية اليوم أكثر من 200 محطة، موزعة على 12 خط رئيسي إضافة إلى الخط الدائري الجديد، وتبعا لأحدث الإحصائيات يستخدم خدمات هذه الشبكة أكثر من 12 مليون شخص.
ظهرت فكرة إنشاء مترو الأنفاق بمدينة موسكو في ثمانينات القرن التاسع عشر، ولكنها لم تنفذ بسبب عدم وجود المستثمرين ومن ثم بسبب الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية التي اندلعت بعد ثورة اكتوبر عام 1917. ولكن هذه الفكرة بقيت في أذهان المهندسين الروس وبدأوا في تحقيقها في النصف الثاني من عشرينيات القرن العشرين. وفي عام 1935 افتتح أو خط لمترو الأنفاق، كان عمق بعض أجزائه يصل إلى 70 مترا تحت سطح الأرض.
وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية استخدم المترو كمأوى من الغارات الجوية والقذائف الألمانية، حيث كان يستقبل خلال الغارات الجوية حوالي نصف مليون شخص. وقد أصبحت الحياة تحت الأرض أمراً مألوفاً، حيث افتتحت المتاجر وصالونات الحلاقة ومكتبات ومستشفيات وقاعات للاجتماعات. وتشير الإحصاءات إلى أنه خلال الغارات على موسكو ولد في المترو 217 طفلاً. كما كانت هناك أقسام تابعة لهيئة الأركان العامة في المترو تحت الأرض، وكانت المسارات مسيجة، ولأسباب أمنية لم تتوقف القطارات في جميع المحطات خلال أيام الحرب.
وبعد انتهاء الحرب قررت االسلطات السوفيتية في خمسينيات القرن الماضي إلغاء مظاهر البذخ في تصميم محطات المترو الجديدة لتقليل تكاليف الإنشاء. لذلك تبدو هذه المحطات أبسط من سابقتها. واستمرت هذه الحالة حتى عام 1970 ، بعدها ظهرت محطات جديدة فيها أعمدة في صفين متقابلين ولكنها لم تختلف كثيرا عن بعضها البعض سوى بلون البلاط المستخدم في تغليفها من الداخل وبعض التفاصيل الهندسية البسيطة.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي انخفض تمويل إنشاء محطات المترو ما أضطرت إدارته إلى السماح في عرض الإعلانات التجارية في محطات وعربات المترو بهدف جمع الأموال اللازمة لتوسيع خطوطه ومحطاته، ولكن ذلك لم يحقق الهدف المنشود تماما.
ولكن مع بداية القرن الواحد والعشرين بدأ العمل على وضع تصاميم جديدة واستخدام ابتكارات حديثة لتحسين الإضاءة واستخدام تقنيات رقمية وقاطرات وعربات مريحة. وبالطبع رافق ذلك ارتفاع سعر تذكرة الركوب، وتغيرت طريقة الدفع عدة مرات، وكذلك طريقة الدخول إلى محطات المترو ولاحقا، تم الاستغناء عن قطع النقود المعدنية، واستبدالها ببطاقات بلاستيكية أقل كلفة، إلى جانب إمكانية استخدام برنامج خاص في الهواتف الذكية لدفع رسوم الرحلة.
وتجدر الإشارة إلى أن ازدياد عدد سكان موسكو أدى بالطبع إلى زيادة عدد مستخدمي المترو، ما تطلب إنشاء محطات وخطوط جديدة تربط الأحياء السكنية الجديدة التي ظهرت في ضواحي المدينة بمركز المدينة ومناطقها الأخرى.
ويبلغ عدد محطات المترو في العاصمة الروسية أكثر من 270 محطة، مرتبطة بشبكة أنفاق طولها حوالي 500 كيلومتراً، تسمح للركاب بالانتقال بسرعة من أحد طرفي العاصمة إلى الطرف الآخر دون مشكلة ودون ازدحام مروري.
كما تستخدم في المترو أكثر من 6 آلاف عربة قطار وفيه حوالي 4 آلاف باب دوار و حوالي 6 آلاف إشارة مرور وأكثر من 900 سلم متحرك وأكثر من 17 ألف كاميرا مراقبة.
المصدر: وكالات روسية
