"رغم تحذير هوكينغ".. العلماء يرسلون رسالة لاسلكية تكشف عن موقع الأرض بالضبط للكائنات الفضائية

الفضاء

صورة تعبيرية
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/sral

شغلت مسألة ما إذا كنا وحدنا في الكون فكر العلماء لعقود من الزمن، لكن الجهود المبذولة للعثور على حياة خارج كوكبنا لم تثمر حتى الآن.

ويخطط الخبراء الآن لبث رسالة إذاعية تحتوي على موقع الأرض في أعماق الفضاء، على أمل أن يتم تلقيها وفهمها يوما ما من قبل حضارة غريبة.

وتسمى رسالة "منارة في المجرة" (BITG)، وهي في الأساس نسخة محدثة من رسالة Arecibo الشهيرة، والتي تم إرسالها لأول مرة في عام 1974 لنفس الغرض.

وأرسلت في رمز ثنائي - الآحاد والأصفار - والذي، بمجرد فك تشفيره، شكل رسما مرئيا يظهر شكل عصا للإنسان، والحمض النووي الخاص بنا، وتصويرا لنظامنا الشمسي.

وستشمل BITG أيضا رسما للحمض النووي والنظام الشمسي ورسما تخطيطيا لشكل الذكور والإناث، ولكنها تحتوي أيضا على الكثير من المعلومات حول الرياضيات والعلوم الأساسية أكثر من رسالة Arecibo.

وعلى سبيل المثال، ستكون هناك أيضا معلومات حول العناصر الأكثر شيوعا على الأرض، وخريطة توضح كتل اليابسة الحالية على كوكبنا، ودعوة للرد على الرسالة.

وفي حين أن احتمال الاتصال بالحياة الفضائية قد يبدو مثيرا، فإن بث موقعنا في الفضاء يتعارض مع المخاوف التي أعرب عنها أستاذ الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ من أن الحضارات الذكية خارج كوكب الأرض قد ترغب في تدميرنا.

وأظهر البروفيسور هوكينغ دعمه للجهود المبذولة للعثور على كائنات فضائية من خلال الاستماع، لكنه حذر من التواصل الفعال في شكل رسائل إذاعية وسط مخاوف من أن سلوك البشرية يشير إلى أن الحياة خارج الأرض قد لا تكون ودية.

وقال: "إذا نظرت إلى التاريخ، ستجد أن الاتصال بين البشر والكائنات الأقل ذكاء غالبا ما يكون كارثيا من وجهة نظرها، كما أن المواجهات بين الحضارات ذات التقنيات المتقدمة مقابل التقنيات البدائية كانت سيئة بالنسبة للأقل تقدما".

لكن جميلة هاه، التي تشارك في مشروع BITG، تعتقد أن فوائد الاتصال بالكائنات الغريبة تفوق المخاطر المحتملة، "طالما يتم التعامل مع الاتصال بعلامة واضحة على السلام".

وأوضح ماثيو تشونغ، طالب الفيزياء والرياضيات في جامعة كامبريدج والمعد المشارك لمسودة تقرير يلخص المشروع، ما ستشمله رسالة BITG.

وقال لـNewsweek: " من رسالة Arecibo 1974 وCosmic Call 1999/2003، يحتوي الجزء الرئيسي من رسالة BITG هذه على مجموعة جديدة من المعلومات الرسومية في شكل صور و"أبجديات" خاصة لتمثيل الأرقام والعناصر والحمض النووي والأرض والمحيطات، والبشر، وما إلى ذلك، بدءا برأس وتذييل اصطناعي يتكون من أعداد أولية".

ونشرت مسودة التقرير الذي يلخص رسالة BITG المقترحة في أرشيف arXiv قبل الطباعة. ولم يتم بث الرسالة بعد ولم يُحدد موعد لذلك.

ومع ذلك، يقترح العلماء إرسالا مستقبليا محتملا من التلسكوب الراديوي الكروي ذي الفتحة البالغ ارتفاعها خمسمائة متر في الصين، ومصفوفة Allen Telescope Array التابعة لمعهد SETI في شمال كاليفورنيا.

وبثت رسالة Arecibo لأول مرة في 16 نوفمبر 1974، من مرصد Arecibo في بورتوريكو، الذي تم بناؤه في الستينيات وسط دفع لتطوير دفاعات ضد الصواريخ الباليستية.

وكان الغرض الرئيسي منه هو إظهار قدرات المعدات المثبتة حديثا في التلسكوب الراديوي الذي تمت ترقيته، ومحاولة للاتصال بذكاء خارج الأرض.

ومع ذلك، انهار مرصد Arecibo في 1 ديسمبر 2020 عندما انقطع كابل يحمل منصة استقبال تزن 900 طن في حوالي الساعة 8 صباحا بالتوقيت المحلي في ذلك الصباح.

وعُيّن المسؤولون لإغلاقه بعد 57 عاما من الخدمة، لكن حاكم بورتوريكو واندا فازكيز تدخل ووقع أمرا تنفيذيا بالموافقة على 8 ملايين دولار للمساعدة في إعادة بنائه.

وخلال أكثر من 50 عاما في التشغيل، اكتشف المرصد النجوم النابضة الملتفة، والتقط السمات الجيولوجية للمريخ وساعد علماء الفلك على اكتشاف الكويكب القريب من الأرض بينو، إلى جانب الظهور في فيلم جيمس بوند عام 1995 GoldenEye.

واستُخدم التلسكوب العملاق أيضا في البرامج التي تبحث عن ذكاء خارج الأرض (SETI)، لأن موقعه أتاح للعلماء الوصول إلى ثلث واحد من الكون.

المصدر: ديلي ميل

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا