مختبر مداري روسي يكتشف واحدا من أبعد وأقدم الكوازارات الصغيرة في الكون
اكتشف علماء الفلك في صور فوتوغرافية التقطها تلسكوب eROSITA الألماني التابع للمختبر الفضائي المداري الروسي "سبكتر – إر غي" أبعد وأقدم كوازار في الكون.
ونراه في الحالة التي كان يواجهها بعد مرور 848 مليون سنة فقط على الانفجار الكوني الكبير. أعلنت ذلك الثلاثاء 31 يناير الخدمة الصحفية للمعهد الألماني للفيزياء خارج الأرض (MPE).
وأوضح الباحث في المعهد جوليان وولف:" لم نكن نتوقع أننا سنكون قادرين على اكتشاف مثل هذا الكوازار الصغير والبعيد في آن خلال أول دراسة أجريناها باستخدام نلسكوب eROSITA. وكان هذا الجرم السماوي أبعد كوازار تم اكتشافه بالصدفة أثناء الأرصاد. وله خصائص غير عادية بالنسبة إلى النواة النشطة لمجرة قديمة، وهذا الكوازار ساطع جدا في نطاق الأشعة السينية وفي نفس الوقت لا يُصدر أي ضوء مرئي تقريبا".
ويعتقد جميع العلماء تقريبا أن ثقبا أسود عملاقا يوجد في وسط كل مجرة، ويمتص الغازات الساخنة والغبار. وفي الماضي، اعتقد العلماء أن هذه الوحوش الكونية نشأت جراء عمليات اندماج متكررة للثقوب السوداء ذات الكتلة النجمية، لكن علماء الفلك بدأوا الآن يشكون في ذلك. ويعود سبب هذا الأمر إلى اكتشاف العديد من الثقوب السوداء العملاقة في المجرات الأولى في الكون، والتي أثار اكتشافها اهتماما خاصا بدراسة تاريخ تطور هذه الأجسام السماوية.
واكتشف وولف وزملاؤه واحدا من أبعد الكوازارات القديمة أثناء تحليل البيانات التي تم جمعها بواسطة تلسكوب eROSITA الألماني كجزء من برنامج البحوث الفلكية eFEDS التي أجراها المشاركون الألمان في إطار بعثة Spektr-RG التي أطلقت عام 2019 .
يذكر أن الكوازار هو جرم سماوي غامض. وغالبا ما يكون عبارة عن مجرة بعيدة بكاملها أو نواة منها لا ترسل أية أشعة مرئية إلى الفضاء الكوني.
وأظهرت الصور أن أحد الأجسام السماوية التي تم اكتشافها بواسطة eROSITA، وهو الجرم quasar J0921 + 0007، يبعد عن الأرض أكبر مسافة من بين جميع نوى المجرات الصغيرة النشطة المعروفة إلى حد الآن. ويقع على بعد 12.9 مليار سنة ضوئية من مجرة درب التبانة، مما يجعلنا نراه كما كان عليه بعد مرور 848 مليون سنة فقط على الانفجار الكوني الكبير.
المصدر: تاس
