كيف ساعد الأكراد الحلفاء في إنزال نورماندي؟

أخبار العالم

كيف ساعد الأكراد الحلفاء في إنزال نورماندي؟
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/miur

تعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانتقادات شديدة في الأوساط السياسية والأكاديمية، لإنكاره مساعدة الأكراد الولايات المتحدة وحلفاءها إبان الحرب العالمية الثانية.

وأثار الرئيس الأمريكي جدلا واسعا إذ قال مدافعا عن قراره إعطاء الضوء الأخضر للعملية التركية الجديدة في شمال شرقي سوريا ضد المقاتلين الأكراد ضد تنظيم "داعش": "يقاتل الأكراد من أجل أرضهم، وكتب أحد في مقال قوي جدا اليوم أنهم لم يساعدونا إبان الحرب العالمية الثانية، ولم يساعدونا في إنزال النورماندي على سبيل المثال".

وسرعان ما سخر كثير من المعلقين من هذا الكلام، وخاصة أن الأكراد يقطنون تقليديا مناطق جبلية بعيدة عن البحر، وليست لديهم قوات بحرية للمشاركة في عمليات الإنزال البحري.

غير أن الأكاديمي البريطاني في كلية رويال هولواي التابعة لجامعة لندن عقيل أوان، لفت إلى أن ترامب على أي حال ارتكب خطأ في تصريحاته، موضحا أن الأكراد لم يشاركوا فحسب في الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء المناهضين للنازية، بل أسهموا بشكل غير مباشر في إنجاح إنزال النورماندي.

وأشار الأكاديمي حسب تقرير نشرته "تايمز" البريطانية، إلى أن المقاتلين الأكراد لعبوا دورا رئيسيا في احتفاظ المملكة المتحدة بسيطرتها على العراق إبان الحرب العالمية الثانية، إذ ساعدوا القوات البريطانية في منع وقوع البلاد في قبضة القوى الموالية للنازيين.

ورغم إعلان استقلال العراق شكليا عام 1932، حافظت المملكة المتحدة على تواجدها العسكري هناك، بالدرجة الأولى في قاعدة الحبانية غربي بغداد، وذلك بدعم قوى محلية شكّلت في نهاية الحرب العالمية الأولى، وكانت تضم ممثلين عن مختلف المجموعات الطائفية والعرقية في البلاد، مع التعويل على الأقليات مثل العشائريين والأكراد والأيزيديين.

وحسب تقييمات أوان، كان الأكراد يشكلون 25% من تلك القوى المسلحة عام 1942.

كيف ساعد الأكراد الحلفاء في إنزال نورماندي؟

وبعد انقلاب عسكري أدى إلى عودة رشيد عالي الكيلاني الموالي لألمانيا النازية إلى منصب رئيس الوزراء، تدخلت بريطانيا عام 1941 في العراق من البصرة، وفي نفس الوقت لم تتمكن قوات قاعدة الحبانية المحاصرة من منع سقوطها في قبضة العدو فحسب بل وشنت تقدما ناجحا أسفر في نهاية المطاف عن إسقاط الحكومة الجديدة الموالية لألمانيا، وذلك بمشاركة نشطة للأكراد.

وذكر الأكاديمي أن الجبهة العراقية كانت بعيدة عن سواحل النورماندي، غير أنها كانت تحظى بأهمية استراتيجية بسبب احتياطيات النفط الموجودة في العراق، مشيرا إلى أن الحلفاء لم يكونوا لينجحوا في إنزال النورماندي في 5 يونيو 1944 لو لم يتمكنوا من تزويد سفنهم بالوقود.

المصدر: "تايمز"

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا