ماذا يحمل وزير الخارجية المصري إلى دمشق؟

أخبار العالم العربي

ماذا يحمل وزير الخارجية المصري إلى دمشق؟
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/utv8

تحدثت مجموعة من الخبراء والمحللين المصريين لـRT عن زيارة وزير الخارجية المصري إلى سوريا، وما قد تحمله هذه الزيارة من رسائل أبرزها احتمالية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وقال البرلماني المصري مصطفى بكري إن هذه الزيارة كونها الزيارة الأولى بعد فترة من عدم التواصل وتأتي بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس السوري بشار الأسد تعني فتح الباب واسعا أمام عودة العلاقات الكاملة بين البلدين في كافة المجالات.

وأشار إلى أن الزيارة في نفس الوقت تمهد لعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية وتنهي هذا الحصار غير المبرر الذي فرضته القوى الدولية والقوى الأخرى على سوريا.

ونوه بأن الزيارة تعني أيضا اعترافا جديدا بشرعية الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما أكد عليه الرئيس المصري عام 2016 عندما طالب بعدم التدخل في شؤون سوريا وأكد أن مصر مع وحدة الأراضي السورية.

من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية في مصر حامد فارس، أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى العاصمة السورية دمشق تحمل أهمية كبيرة.

وأوضح فارس في تصريحات خاصة لـ RT أن الزيارة تأتي في توقيت حساس بالنسبة لسوريا؛ خاصة وأنها تأتي بعد أحداث الزلازل التي ضربت سوريا مؤخرا؛ والدمار والآثار الخطيرة التي خلفتها على مجمل الأوضاع الإنسانية.

وأشار إلى أن رد الفعل العربي والتضامن مع سوريا بعد أحداث الزلازل تعد نواة لحلحلة الأزمة السياسية بشكل كبير، وبمثلبة نقطة تقارب بين الحكام العرب وبين السلطة السورية ؛ وبين الدول العربية وسوريا.

وكشف الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية عن أنه من الممكن أن نشهد الفترة المقبلة أن يكون هناك موقف عربي موحد تجاه عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية ؛ في ظل الرغبة العربية في إعادة سوريا إلى التكتل العربي.

وحول مشاركة سوريا في القمة العربية المقبلة؛؛ أكد دكتور حامد فارس أن موقف عودة سوريا إلى الجامعة العربية يتطلب أن يكون هناك تنسيق من قبل الدول العربية؛ وان يحدث مشاورات عربية للعمل على توحيد المواقف واتخاذ قرار بإعادة سوريا لمقعدها بالجامعة.

وأعرب أستاذ العلاقات الدولية عن توقعه بأن تشهد القمة العربية المقبلة اتخاذ قرار بعودة سوريا إلى الحضن العربي مرة أخرى وأن تشغل مقعدها بالجامعة؛ مستبعدا في الوقت نفسه مشاركة سوريا في القمة المقبلة؛ حيث أن هذا القرار يتطلب موافقة قادة الدول العربية بالإجماع على عودة سوريا ؛ وهذا ما قد تشهده القمة العربية المقبلة لتكون المشاركة السورية في القمة التي تليها.

وفي السياق ذاته، قال رئيس تحرير موقع وجريدة المشهد في مصر مجدي شندي إن المصريون والسوريون شركاء تاريخ وشركاء مصير لذلك كان طبيعيا أن تقود كارثة الزلزال إلى نوع من التكاتف لمساندة الشعب الذي يعاني تداعيات قتال مرير بين أبناء الوطن وما تبعه من حصار وتدخلات إقليمية ودولية أضعفت سوريا.

وأوضح في تصريحات لـRT لذلك أدعو وزير خارجية مصر إلى تقديم كل العون الممكن لدمشق إغاثيا وإنسانيا وسياسيا وأتمنى ألا تقتصر زيارته على دمشق بل تمتد إلى شمال البلاد التي يعاني فيها جزء من الأشقاء السوريين لمعاناة ومأساة إنسانية جراء الزلزال المدمر.

ونوه بأن مصر دائما حلقة وصل وأعتقد محنة الزلزال يمكن أن تحمل في طياتها منحة لإنهاء تداعيات الحرب وإعادة سوريا موحدة تحت نظام سياسي تقبله وترتضيه، فما فشلت الحرب في تحقيقه يمكن أن تنجح السياسة لتعود سوريا مرة أخرى عفية موحدة.

يذكر أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق تأتي بعد اسبوعين من زيارة وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد آل نهيان، الر العاصمة السورية دمشق؛ حيث عقد جلسة مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد؛ تناولت تداعيات وآثار الزلزال الذي ضرب سوريا.

وقال مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط للشؤون الخارجية ومدير مكتب الوكالة السابق فى تركيا محمد مصطفى، إن الزلازل التى تبدو من أشد الكوارث الطبيعية وطأة فرضت على العديد من أجهزة السياسة الخارجية فى بعض الدول تطوير نمط جديد للدبلوماسية يمكن تسميته ب " دبلوماسية الزلازل " .. وهذا النمط يتم خلاله توظيف هذه الأدوات ابتداء بالتضامن فى بيانات رسمية وارسال مساعدات انسانية والقيام بزيارات ذات طابع انسانى وسياسى فى ذات الوقت .. وتكون النتائج المستهدفة اما تطوير علاقات ثنائية أو تعزيز لعلاقات صداقة وصولا حتى لما يمكن ان نطلق عليه اعادة تمركز فى العلاقات بين بلدين للخروج من أزمة سياسية وانسداد أفق سياسي.

وتابع: "فيما يخص زيارة وزير الخارجية المصرى لسوريا وتركيا فمن الواضح أنها تأتى فى سياق يرتبط بشكل أو بآخر بهذا التصور".

ونوه بأن الزيارة تبدو وكأن مصر من خلالها تضرب عصفورين بحجر واحد باتجاه اعادة تمركز لعلاقاتها مع دولتين هامتين من نواح عديدة لمصر ، لكن سياساتهما كانت على مدار السنوات الاخيرة فى جواتب مختلفة تمس سلبيا مصالح مصر وامنها القومى وصولا لمساسها بمتقضيات الامن القومى العربي.

وأشار مصطفى إلى أن استبق الزيارة خطوات ايجابية من جانب سوريا وتركيا على حد سواء باتجاه مصر ومحاولات من قيادتى البلدين لاظهار قدر من حسن النوايا تجاه مصر وقيادتها اضافة لادراك الدولتين ان صدام اى منهما مع مصر او دورها الاقليمى هو امر ثبت لكليهما ان خسائره عليهما اكبر من مكاسبه.

وقال إن زلزال تركيا وسوريا الذي تسبب في كثير من الهدم في أراضيهما قد يكون وفي إطار توظيف أدوات دبلوماسية الزلازل تحديا خلق فرصة للدول الثلاث لرأب حقيقي للصدع السياسي والأيديولوجي بينهم يحقق مصالح الأطراف الثلاثة رسميا وشعبيا وحتى في إطار مواجهة تحديات اخطر تتعلق بضغوط القوى العظمى على الدول الثلاث.

وفيما يخص إمكانية توسط مصر بين سوريا وتركيا، فإن هذا الأمر الذي تحقق في الماضى في عهد مبارك إبان أزمة عبد الله أوجلان لا يزال سابقا لأوانه أن يتم بشكل مباشر، لكن الأمر المؤكد أن إعادة العلاقات الدبلوماسية المصرية الكاملة مع كلا الدولتين وتحييد أو القضاء على عناصر الصدام وتفريغها من فاعليتها سيسهم دون شك في إرساء أسس توافق أكبر تركي سوري يتم البناء عليه باتجاه مستقبل قائم على التعاون لا التصادم بينهما.

وفي هذا الإطار وبملاحظة بيان الخارجية المصرية عن الزيارة واستخدامه كلمة "الشقيقين" في وصف الدولتين على حد سواء يعطى إشارة وإن كانت ضمنية على فتح باب لامكانية لعب مصر دور وساطة فى المستقبل حال توافرت شروط تدرك مصر ضرورة تحققها.

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا