مدينة بسكوف- مركز حضاري وتاريخي و ثقافي في روسيا

أخبار روسيا

تحميل الفيديو
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/42829/

تقع مدينة بسكوف على نهر فيليكايا في منطقة التقاءه بنهر بسكوف. وتعتبر المدينة من اقدم المدن الروسية يقطنها حوالي 200 الف انسان. منحت المدينة عام 2009 لقب " مدينة المجد العسكري ". تبعد المدينة عن العاصمة الروسية موسكو 600 كم. وعن مدينة بطرسبورغ 290 كم.

تقع مدينة بسكوف على نهر فيليكايا في منطقة التقاءه بنهر بسكوف. وتعتبر المدينة من اقدم المدن الروسية يقطنها حوالي 200 الف انسان. منحت المدينة عام 2009 لقب " مدينة المجد العسكري ". تبعد المدينة عن العاصمة الروسية موسكو 600 كم. وعن مدينة بطرسبورغ 290 كم.

نبذة عن بعض الاحداث التاريخية

جاء في المدونات التاريخية ان الناس سكنوا هذه المنطقة منذ القرن السادس الميلادي. لقد جمعت بسكوف القديمة المعالم التاريخية والطبيعة الخلابة للارض الروسية. هنا يمكن ان يرى الزائر بام عينيه كيف تطورت روس القديمة ويتعرف على التراث الثقافي التاريخي لروسيا.

ان سكان المدينة يحافظون على التقاليد القديمة وينقلونها الى اولادهم لتنقل الى الاجيال القادمة.
لقد جاء ذكر المدينة في المدونات التاريخية عام 903 حين حصل اول لقاء بين الامير ايغور مع الاميرة اولغا التي تزوجها فيما بعد وهي اول قديسة روسية. كان هذا الامير مازال وثنيا اما اولغا فكانت قد اعتنقت المسيحية وحظيت بحب واحترام اهالي المدينة حيث بمبادرة منها تم بناء كاتدرائية الثالوث الاقدس. لقد كانت بسكوف في البداية كغيرها من المدن الروسية عبارة عن بلدة محصنة ولكنها توسعت كثيرا لتصبح مدينة كبيرة.
في بداية القرن التاسع اعتنق سكان المدينة المسيحية. بعد ذلك اصبحت المدينة تابعة الى ادارة نوفغورود مع الاحتفاظ باستقلالية معينة، اي انها وقعت تحت التأثير السياسي والديني لامارة نوفغورود. ولكن في النصف الثاني من القرن 12 بدأ هذا التأثير بالتراجع. واستقلت المدينة في اتخاذ القرارات وازداد نفوذ مجلس ادارة السلطة فيها ( فيتشا ).
تشكلت في القرنين 14 و15 جمهورية بسكوف بجهود اهلها واصرارهم على الاستقلال مما حدى بنوفغورود الاعتراف باستقلالهم.
بدأت في 5 ابريل/ نيسان عام 1242 الحرب مع الصليبيين من اخوية ليفون حيث انتصر الروس بقيادة الكسندر نيفسكي عليهم مما دفعهم الى  عقد اتفاقية صلح مع الروس وتسليمهم بعض الأراضي في منطقة البلطيق.
خلال القرون 13 و16 تزدهر المدينة وتتشكل مدرسة بسكوف المعمارية واخرى في الرسم والايقونات. وتشيد خلال الفترة المذكورة عشرات الكنائس والاديرة. كما كانت هذه الفترة مواتية لتطور الثقافة والاداب ولفتح مدونات لتسجيل الاحداث في بسكوف. في هذه الفترة تبدأ المدينة بالتجارة مع الرابطة الهانزية.كان عدد نفوس المدينة يزيد على 30000 نسمة، لقد كتب احد الالمان عن بسكوف في القرن 13  " هذه المدينة واسعة وتحيط بحدودها مدن كثيرة وليس في المانيا مدينة تماثل بسكوف ".
بدأت بسكوف عام 1424 باصدار عملة خاصة بها.
عام 1510 تفقد بسكوف استقلالها بعد ان انضمت الى الحكومة الروسية المركزية بعدها يساهم رساموها في رسم الايقونات بكنائس

وكاتدرائيات الكرملين بعد الحريق الذي شب فيه وادى الى تلف العديد من اللوحات الفنية والايقونات.
بنهاية عام 1581 وبداية 1582 تتعرض المدينة الى حصار استمر 5 اشهر فرضه جيش سطيفان باتوري ملك بولندا ولكن دون جدوى حيث صمدت المدينة وتمكنت من فك الحصار المفروض.
وفي عام 1615 تتعرض المدينة الى حصار اخر فرضه جيش الملك السويدي غوستاف ادولف الذي كان مصيره الفشل ايضا.
خلال الفترة من 1701 الى 1708 القيصر بطرس الاكبر يزور المدينة مرات عديدة ويشرف بنفسه على بناء التحصينات في اثناء حرب الشمال. بعد هذه الحرب لم تعد بسكوف مدينة حدودية وذلك لتقدم الحدود الروسية نحو الغرب. وتحولت المدينة الى شبيهاتها من المدن غير الحدودية حيث ازدهرت التجارة والحرف المختلفة وشيدت الكنائس والاديرة والمباني السكنية.
في عام 1812 بدأت الحرب الوطنية ضد قوات نابليون الغازية. وتناط قيادة القوات الروسية في هذه الحرب الى ابن بسكوف ميخائيل كوتوزوف الذي تمكن بفضل خططه الحكيمة ليس فقط الانتصار على قوات نابليون بل ومطاردتها الى عقر دارها باريس.
كانت بسكوف عام 1856 تضم 43 كنيسة و928 منزلا و412 حانوتا تجاريا.
مع بداية القرن ال 20 وبعد اشهر قليلة على بداية الحرب العالمية الاولى اصبحت بسكوف مقرا لقيادة الجبهة الشمالية. المدينة تستقبل الاف النازحين من مدنهم وقراهم اضافة الى المؤسسات الصناعية المنقولة من دول البلطيق. في 2 مارس/ اذار عام 1917 يوقع اخر قياصرة روسيا على وثيقة تنازله عن العرش وهو في قطار اوقف في محطة بسكوف.
بعد استلام البلاشفة السلطة في اكتوبر عام 1917 وبداية الحرب الاهلية عام 1918 احتلت القوات الالمانية المدينة خلال الفترة من فبراير/ شباط لغاية نوفمبر/ تشرين الثاني. وبعد طرد القوات المحتلة اقيمت السلطة السوفيتية في المدينة.
في اواسط العشرينات من القرن الماضي اعيد بناء المؤسسات الصناعية في المدينة.
لقد تعرضت المدينة خلال الحرب الوطنية العظمى الى التدمير الشامل حيث احتلتها القوات الفاشية في 9 يوليو/ تموز عام 1941 حينها كان عدد سكان المدينة حوالي 12 الف نسمة. لقد دمرت القوات الغازية خلال فترة احتلالها للمدينة كافة المؤسسات الصناعية في المدينة وقتل حوالي 4 الاف فرد من سكانها كما اقامت معسكرات اعتقال لافراد القوات المسلحة السوفيتية الذين وقعوا في الاسر حيث تفيد احصائيات لجنة التحقيقات ان عدد الاسرى الذين قتلوا في هذه المعسكرات زاد عن 200 الف اسير. لقد حرر الجيش الاحمر السوفيتي المدينة في 23 يوليو/ تموز عام 1944 حيث كان الجزء الاكبر من المدينة تحت الانقاض. بعد تحرير المدينة مباشرة بدأت عمليات الترميم والبناء التي انجزت في سنوات الستين من القرن الماضي. بعد شهر من تحرير المدينة اصبحت مركزا لمقاطعة بسكوف. كما اتخذت الحكومة السوفيتية في 1 فبراير/ شباط عام 1945 قرارا يقضي بضم مدينة بسكوف الى قائمة المدن الروسية التاريخية والبالغ عددها 15 مدينة. اعطى هذا القرار المدينة الحق بان تكون ضمن المدن السوفيتية التي يجب اعادة بنائها بالمرتبة الاولى.
ان مدينة بسكوف الحالية هي مدينة عصرية اضافة الى حفاظها على اثارها التاريخية. تتمركز في المدينة حاليا المؤسسات الصناعية العديدة والجامعات والمعاهد التعليمية والعلمية وكذلك المتاحف ودور السينما والمكتبات العامة والمستشفيات والمؤسسات الطبية المختلفة وفيها عدد من الفنادق السياحية التي تستقبل السياح والزوار على مدار السنة.

السياحة في بسكوف وضواحيها

توجد داخل مدينة بسكوف وضواحيها مجموعة كبيرة من المعالم التاريخية والمعمارية القديمة الفريدة التي بنيت على طراز متميز يسمى طراز بسكوف.هذا الطراز يعطي صورة حقيقية عن الثقافة الروسية في الفترة من القرن 11 ولغاية القرن 18. ومن اهم هذه المعالم:
- الكرملين - يقع كرملين المدينة في المنطقة الواقعة عند التقاء نهري فيليكايا وبسكوف على الضفة اليمنى لنهر فيليكايا ويتكون من قسمين –

القلعة الداخلية وفيها " الكرملين " وكنيسة الثالوث الاقدس الواقعة على الساحة التي كانت تجري عليها اجتماعات مجلس ادارة المدينة " ساحة فيتشا "، والقسم الخارجي – مدينة دوفمنتوف. ( حكم الامير دوفمنت المدينة في القرن 13 )حيث يحيط بالمدينة سور حولها الى قلعة حصينة. تتميز هذه القلعة عن غيرها من القلاع الروسية كون المدينة حتى القرن 18 كانت في حالة حرب لذلك تحتوي على عدد كبير من

التحصينات التي يعود بعضها الى القرن 15 .
- القلعة الداخلية – هي اقدم جزء من المدينة ففيها السور والابراج المبنية على الجانب العلوي لنهر فيليكايا وكذلك السور الداخلي المبني في القرن 15 ويوجد في الزاوية الشمالية برج شيد عام 1400 فيه اروقة سرية تصل الى النهر والبرج المبني في القرن 16.
- تقع في وسط الكرملين كاتدرائية الثالوث الاقدس ( 1682 – 1699 ) وقبة الاجراس المضافة في القرن 18 .
- مدينة دوفمنتوف هي اثر معماري فريد وتقع في الجزء الجنوبي من القلعة الداخلية التي كانت في السابق ذات كنائس عديدة ومباني. حاليا بقي منها فقط اساسات الكنائس ومبنى " غرف الاوامر" ( 1695 ) التي اصبحت متحفا في طابقه الاول " بسكوف خلال حرب الشمال " وفي الطابق الثاني تصميم غرف الاوامر كما كانت في الاصل.
- تحصينات المدينة – اضافة الى الاسوار المحيطة بالكرملين مازال السور الخارجي للمدينة قائما حيث يحيط بمركز المدينة ويقطع المدينة

مرتين. كما لازالت بعض اجزاء برج بكروفسكي قائمة وهو اكبر برج في قلاع اوروبا اذ يبلغ محيطه 90 مترا.
- فن العمارة المدنية – يذكر فن العمارة في بسكوف بغنى اهلها سابقا حيث فيها الدور التي بنيت في القرن 17 من الحجر اضافة الى الدور الخشبية التي بنيت قبل ذلك. لامثيل لما موجود في بسكوف في اي مدينة اخرى. في مركز المدينة يمكن مشاهدة:- مباني قديمة بجوار الابراج والسور التي كانت في السابق محال تجارية.
- كما توجد في ضواحي المدينة اثار اخرى مثل مصنع دباغة الجلود الذي بني في القرن 17 ومازال قائما الى الان ويقع على جبل غريمياتشي.
- الهندسة المعمارية للكنائس – من التراث المعماري الذي تفتخر به المدينة هو الكنائس والكاتدرائيات القديمة التي شيدت فيها خلال فترات متفاوتة. ان هذه الاثار تختلف جدا عن الاثار الروسية الموجودة في المدن الاخرى المبنية في الفترة نفسها. ان هذا يسمح لنا بان نقول بوجود طراز معماري خاص في بسكوف. توجد في المدينة كنائس من القرن 12 في حين لاوجود لمثلها في بقية المدن الروسية لانها

هدمت من قبل المغول وخلال الحروب. ومن هذه الكنائس كنيسة الملاك ميخائيل وكنيسة اوديغيتري وكنيسة اناستاسيا وكنيسة بطرس وبولس وغيرها من الكنائس القديمة التي يصل عددها الى 30 . اضافة الى وجود عدد من الكنائس التاريخية في ضواحي المدينة.
- دير ميروجسكي- يقع في منطقة مصب نهر ميروج في نهر فيليكايا بالجهة المقابلة لبرج بوكروفسكي. بني الدير في اواسط القرن 12 وهو من اقدم مباني بسكوف ويتميز بالزخرفة والرسوم الجدارية الجميلة.
- دير سنيتوغورسكي – يقع في الجزء الشمالي من المدينة على الضفة العليا لنهر فيليكايا. بني هذا الدير في القرن 13 وفيه ايضا زخرفة ورسوم جدارية من عام 1313 .
- بلدة فيبوتي – مكان ولادة الاميرة اولغا. تبعد عن المدينة 15 كم. في هذه البلدة  كنيسة من القرن 15 .
- دير سباس – يليزارسكي – دير نسائي يبعد عن بسكوف 30 كم. وشيد الدير عام 1425 ومازال يعمل وبجواره كنيسة مبنية في عام

1574 .
- جزر طالابسك – هي 3 جزر تقع في بحيرة بسكوف وتبعد حوالي 25 كم. عن بسكوف و يحج اليها الناس لكونها مكانا دينيا مقدسا اضافة لوجود كنيسة بنيت عام 1792 .
في المدينة عدد من المتاحف التاريخية منها:
متحف بسكوف الحكومي للتاريخ وفن العمارة – كان هذا المتحف من افضل متاحف روسيا قبل الحرب الوطنية العظمى، لقد سرقت معظم المعروضات ونقلت الى المانيا او اتلفتها الحرب. يتكون المتحف من 5 مباني داخل المدينة ومجموعة اخرى في الضواحي.
كما يوجد في المينة مسرحان ومحمية طبيعية اضافة الى عدد من المنتزهات العامة والكازينوهات والنوادي الليلية والفنادق وغيرها من اماكن الراحة.
    

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا