تصريحات بوروشينكو وأعمال تنتظرها موسكو من الرئيس الجديد

أخبار العالم

تصريحات بوروشينكو وأعمال تنتظرها موسكو من الرئيس الجديد
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/705561/

أعلنت روسيا أنها ستحترم إرادة الشعب الأوكراني التي أدلى بها في الانتخابات الأخيرة. لكن تصريحات الفائز بالسباق الرئاسي تثير تساؤلات بشأن مستبقل العلاقات بين كييف وموسكو.

أعلنت روسيا، على لسان رئيسها فلاديمير بوتين، أنها ستحترم إرادة الشعب الأوكراني التي أدلى بها في الانتخابات الرئاسية 25 مايو/أيار. لكن آفاق تجاوز الأزمة الحادة في العلاقات بين الدولتين لا تزال غامضة في ضوء التصريحات التي أدلى بها خلال الأيام الأخيرة رجل الأعمال الأوكراني بيوتر بوروشينكو. ذلك أن بعض أقواله لا تبعث إطلاقا على الأمل بتخلي الرئيس المنتظر عن النهج الذي يشكل لبّ المشاكل العالقة بين البلدين.

الحوار مع روسيا

أعلن بوروشينكو أن "إعادة القرم إلى أوكرانيا" و"الدفاع عن الأوكرانيين القاطنين في القرم حاليا" سيكونان من أولويات سياسته في منصب رئيس الدولة، واصفا انضمام شبه الجزيرة إلى روسيا بـ"الاحتلال العسكري". موقف يمكن اعتباره "إلزاميا" في الخطاب السياسي الأوكراني اليوم، لكنه لا يصلح ليكون أساسا لأي حوار بنّاء بين كييف وموسكو. مع ذلك صرّح بوروشينكو أنه ينتظر من روسيا، "جارة أوكرانيا الكبرى" استعدادا للحوار حول جميع المسائل الأخرى، بما في ذلك مسألة الغاز، ناهيك عن القضايا المتعلقة بالأمن في البلاد الواقعة على حافة حرب أهلية واسعة النطاق: "الحقيقة أنه لا يمكن وقف الحرب وحمل السلام في أوكرانيا وإعادة الاستقرار إلى جنوب شرق البلاد بدون مشاركة روسيا". بل وذهب بوروشينكو إلى أبعد من ذلك، مناشدا الجانب الروسي يوم الجمعة الماضي بـ"تحديد الموعد والمكان" لبدء حوار ثنائي مباشر بين الطرفين. لا بد من الإشارة بهذا الصدد إلى أن دعوة بوروشينكو هذه واجهت أشد الانتقادات من قبل منافسته الرئيسة في السباق الانتخابي يوليا تيموشينكو التي حذّرته من الخروج من الصيغة "الرباعية" القائمة للحوار بين موسكو وكييف (بمشاركة كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة).

مع ذلك فقد أعلن بوروشينكو المعروف بدوره كمموّل كل من "الثورة البرتقالية" عام 2004 وأحداث "ميدان الاستقلال" الأخيرة أن من أولويات سياسة كييف الخارجية في ظلّ ولايته مواصلة عملية "التكامل" بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، كما أنه لم يستبعد أن تكون بولندا أول بلد سيزوره بصفته رئيسا للدولة.

مشكلة "التمرد" في جنوب شرق أوكرانيا

لا شك أن المواجهات العنيفة التي يشهدها جنوب شرق أوكرانيا بين الجيش النظامي والمجموعات المسلحة التابعة لبعض الحركات اليمينية المتطرفة من جهة، وقوات الدفاع الشعبي التابعة للحركات الاستقلالية المحلية ("جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان" المعلنتان من جانب واحد) تغذي الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما في ضوء مزاعم كييف بوقوف "يد روسيا" وراء "المتمردين الإرهابيين".

لقد أعرب بوروشينكو عن دعمه لـ"عملية مكافحة الإرهاب" في المنطقة، داعيا إلى عدم "المماطلة" في إجرائها. مع ذلك فهو لم يستبعد إمكانية "تعليق" العملية العسكرية في المنطقة لتشجيع بدء الحوار مع "من نزع سلاحه" هناك. كما أعلن أن تنقله الأول بعد تنصيبه في منصب الرئيس سيكون إلى منطقة دونيتسك من أجل إطلاق الحوار. لكن بوروشينكو رفض محاورة قادة قوات الدفاع الشعبي، إضافة إلى رفضه المبدئي الحديث عن فدرلة البلاد (ما يغلق الباب أمام موافقة أنصار استقلال المناطق الجنوبية الشرقية على الحوار المنشود)، مصرّا على ضرورة الحفاظ على مركزية أوكرانيا هدفا لا رجوع عنه.. موقف أشارت روسيا مرارا إلى أن محاولة تطبيقه على الصعيد العملي هي التي تسببت في "تشرذم" الدولة الأوكرانية..

تصريحات بوروشينكو لا تخلو من التناقضات ومنها ما يمكن نسبه إلى "ضرورات" الحملات الانتخابية، لكن في كل حال من الأحوال لن تكون الأقوال بل أعمال قادة كييف هي التي ستأخذها موسكو قبل كل شيء بعين الاعتبار في بلورة سياستها المستقبلية تجاه جارتها المضطربة.

تعليق رئيس مركز الاتصالات الأورآسيوية الكسي بيلكو:

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا