جوليان اسانج: نتوقع هجوما على مشروعنا الجديد في قناة "روسيا اليوم"

تحميل الفيديو
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/prg/telecast/657235/

ذكر جوليان اسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" في مقابلة مع برنامج "حديث اليوم" أن تغطية قناة "روسيا اليوم" للهجوم الذي تعرض له موقع "ويكيليكس" لسنوات عدة اثبتت أن القناة داعمة للموقع. وقال اسانج الذي يستعد لتقديم برنامج على قناة "RT"، إنه عندما بدأ "ويكيليكس" البحث عن القنوات الدولية التي يرغب بالعمل معها مقابل القنوات المحلية وضع بالاعتبار مدى شهرة القناة الدولية وتغلغلها داخل المجتمع الامريكي. وأكد أن قناة  "RT" هي القناة الأكثر تغلغلا في أمريكا مقارنة بقناتي "الجزيرة" و"بي بي سي".

وفيما يلي نص المقابلة.

س- لماذا قررت ان يكون لك هذا البرنامج، وان تكون انت مقدمه؟

ج- هناك سببان: الاول هو الاقامة الجبرية واستضافتي للاشخاص يساعدني بالتعرف على العالم. والسبب الثاني هو انني شاركت في مقابلات عديدة وتعرضت لاساليب مقابلات عدائية جدا في المقابلات لذلك اعتقد انني لم امنح فرصة جيدة في تلك المقابلات لانني مباشرة اصبح في موقف المدافع وهذا ما يجعل الناس لا يتعرفون على سياق الكلام بشكل جيد. ولذلك اردت اتباع منهج مختلف مع الضيوف رغم ان هذا المنهج كان صعبا في بعض الاحيان الا انه نجح في احيان اخرى وكشف عن جوانب مثيرة للشخصيات التي حضرت البرنامج لم تكن لتـُكشف في المقابلات التقليدية. لان تلك الشخصيات تعرف انها تتعامل مع شخص خاضع للاقامة الجبرية ومر بمشكلات سياسية جمة وهم يظهرون تعاطفا معه.

س- وهل وجدت مهمتك كمقدم سهلة؟

ج- كانت صعبة جدا، ولكن بمرور الوقت اصبحت اسهل. عوائق كثيرة .. منها طريقة المقابلة والوقت والكاميرات والناس الذين يتجمهرون وقت اجراء المقابلة .. هذا كله يحدد نوع المقابلة والحديث الذي يدور فيها، فعلى سبيل المثال، حينما نجري مقابلة عبر الاقمار الاصطناعية فان الوقت الذي تاخذه الترجمة يماثل وقت محادثة كاملة، ولكن حينما نمتلك ثلاث ساعات بحضور الضيوف شخصيا يتحول اللقاء الى اشبه بالمحادثة. لذلك انا اتعاطف مع الاشخاص الذين يقابلونني وافهم ايضا ان طريقة المقابلة. والعوائق الكثيرة هي من اهم العوامل المؤثرة، فضلا عن تقييدات المؤسسة التي توفر سبل المقابلة.

س- كيف تعرفت على قناة "روسيا اليوم"، ولماذا وقع اختيارك عليها لبث اول برنامج لك؟

ج- سبق ان شاهدت تغطية "روسيا اليوم" للهجوم الذي تعرض له "ويكيليكس" لسنوات عدة وهذه التغطية اثبتت بانها داعمة لنا. وحينما بدأنا البحث عن القنوات الدولية التي نرغب بالعمل معها مقابل القنوات المحلية، وضعنا في الاعتبار مدى شهرة القناة الدولية وتغلغلها الى داخل المجتمع الامريكي، وتبين ان "RT" هي الأكثر تغلغلا في امريكا مقارنة بقناتي "الجزيرة" و"بي بي سي" اللتين تعتبران المنافستين الرئيسيتين، لكنهما تصرفا بعدائية اتجاهنا، ولم نعتبرهما الشريكين المناسبين.

س- تسعى قناة "روسيا اليوم" إلى طرح وجهة النظر البديلة لمشاهدي القنوات الرئيسة، فهل اختياركم لقناة "روسيا اليوم" لبث برامجكم تمثل ردة فعل على تلك القنوات؟

ج- نعم، هو رد فعل لما نعتبره عدم تغطية الكثير من المواد التي نشرناها من قبل، نعم هناك استثناءات عديدة ولكن اذا ما نظرنا الى شبكة الاعلام الدولية سنجد ان هناك قناتين فقط تستحقان الحديث عنهما، وهما "روسيا اليوم" و"الجزيرة". اما بقية القنوات الاخرى، وقد تعلق الامر بـ"ويكيليكس"، فانها مشغولة جدا باجنداتها الداخلية الخاصة. ولو ان "ويكيليكس" تقوم بنشر مواد كبيرة الحجم عن روسيا لكان الامر مختلفا. ولكن في الوقت الحاضر مواجهتنا الرئيسة هي مع الغرب رغم اننا قمنا بنشر مواد عديدة عن بلدان اخرى.  لذلك نعتبر "روسيا اليوم" شريكا طبيعيا لبث موادنا. والشيء ذاته ينطبق على "الجزيرة" ولكن قناة "روسيا اليوم" لها قبول اوسع في امريكا.

س- ولكنكم استلمتم عروضا من قنوات اخرى فهل تقدمت لكم اية جهة بعروض شراء؟

ج- نعم تلقينا عروضا من قنوات اخرى. ونحن نمنح تراخيص ثانوية الى قنوات بث وطنية اخرى.  لكن قناة "روسيا اليوم" هي القناة الدولية التي تبث لنا، شأنها شأن قنوات سي أن أن و"الجزيرة" و"بي بي سي".

س- عملت عن قرب مع ما يعرف بالقنوات الاعلامية الرئيسة، ماذا تعلمت من ذلك؟

ج- كل مؤسسة حينما تكبر تصبح ذات تاثير معين، وتبدأ بعمل توافقات سياسية، وبحكم طبيعة عملها فان المؤسسات الاعلامية منخرطة في الفضاء السياسي وهذا ما يجبر رؤساء تحرير ومسؤولي تلك القنوات على الجلوس والتحدث مع اصحاب السلطة ليصبحوا تحت سيطرتهم تدريجيا. ونحن حينما نحاول العمل مع بعض وسائل الاعلام لنشر موادنا  مثل "غارديان" او "نيويورك تايمز" او "بي بي سي" فاننا نرى ان هذه المؤسسات الاعلامية تخضع المواد لرقابة ذاتية بشكل هائل، الامر الذي يجعلها تعمل ضد الاهداف الحقيقية لها. وفي بعض الاحيان بكشل يخالف العقود التي نوقعها معهم.

س- ما هو رد الفعل الذي تتوقعه من وسائل الاعلام الدولية، وخاصة تلك التي اختلفتم معها؟ هل تتوقع انتقادات واذا كان كذلك لماذا؟

ج- بالتاكيد، المؤسسات الاعلامية مثل "نيويورك تايمز" التي رفضنا العمل معها على خلفية ما قامت به عام 2010 ، على الرغم من اننا نعمل مع عدد من الصحفيين في هذه المؤسسة وفي مؤسسات اخرى كانت لنا مشاكل معها. الان انني اتوقع هجوما من قبلها تماما مثلما يفعلون حينما تقوم مؤسسة اخرى بنشر قصة كبيرة يشرعون مباشرة بالهجوم على القصة والكتابة ضدها.

س- كيف سيكون  شكل هذا الانتقاد حسب رايكم ؟

ج- لنتخيل نوعا واضحا من الانتقاد.  عدونا هو اسانج، عميل خائن باع نفسه للكرملين ويقوم بمقابلة المتطرفين في انحاء العالم. ولكنني اعتقد ان هذا هجوم تافه يشنونه على الشخصية. اذا نظروا كيف يبدو العرض بالضبط وكيف قمنا به:  لدينا سيطرة على تحريره بالكامل. ونحن نعتقد ان جميع المؤسسات الاعلامية لديها قضية، وقناة "روسيا اليوم" هي صوت روسيا ولذلك هي تنظر الى الامور من خلال الاجندة الروسية، مثلما تمثل "بي بي سي" صوت الحكومة البريطانية و"صوت امريكا" تمثل صوت الحكومة الامريكية. ونوع هذه الاصوات الثلاثة هو الذي يكشف الاخبار التي تتعلق بالعالم ككل. القضية في الوقت الحاضر في مواجهة مع وزارة العدل الامريكية بسبب ما نشرناه مؤخرا بخصوص الولايات المتحدة، لذلك من الطبيعي جدا كي نتكلم بصوت عال علينا ان نبحث عن مؤسسات لها القدرة على التحدث بصوت عال، وللاسف فان معظم المؤسسات الاعلامية الكبرى في الولايات المتحدة ليست لها القدرة على توجيه الانتقادات الى الاساءات التي تقوم بها المؤسسة العسكرية الامريكية.

س- هل تقيدتم بسياسات التحرير اثناء عملكم مع قناة "روسيا اليوم"؟

ج- كلا، نحن من يعد البرنامج.  مؤسسة انتاجية بريطانية مستقلة هي من تقوم بالبرنامج. والقناة الدولية التي اخترناها لبث تلك البرامج هي قناة "روسيا اليوم". لذلك لم تمارس اية رقابة تحريرية في اية مرحلة من مراحل الانتاج. ولم تقم قناة "روسيا" اليوم بفرض مثل هذه الرقابة.

س- وهل وجدتم هذا الامر صحيحا؟

ج- لم يكن هناك اي تدخل في عملنا مطلقا.

س- وفق أي المعايير تتم عملية اختياركم للضيوف؟

ج- اكبر معيار هو حضورهم للعرض. وهذا مهم بحد ذاته لان هناك العديد من الضيوف الذين لم نتمكن من الالتقاء بهم.  هناك نوع من الرقابة المخفية، ولكن لا زلنا نحاول. لدينا رغبة بلقاء خودوركوفكسي المليونير من روسيا وهو في السجن حاليا، وهذا يجعل من الصعب اللقاء به. وفي الولايات المتحدة نجري اتصالات غير مباشرة مع العديد من الاشخاص القابعين خلف القضبان هناك، ولكنهم يرفضون الحديث لخطورة الحديث عن الامور المتعلقة بحكومة الولايات المتحدة.  لذلك انتقلنا الى مجاميع اخرى وقع اختيارنا عليها. وهؤلاء هم الاشخاص الذين لا يحصلون دائما على فرصة الحديث.

س- هل يمكن ان يظهر أي من ضيوف برامجكم على شاشات القنوات الرئيسة؟

ج- يمكن لبعضهم ولا يمكن لآخرين. المهم هو ان اغلب كلامهم الذي ذكروه في برنامجنا لا يمكن ان يقولوه في تلك القنوات. ليس فقط بسبب الرقابة، ولكن بسبب التفاعل الذي ابديه والذي حصلت عليه من خلال المقابلات التلفزيونية المتعددة التي اجريتها، لانني اصبحت على دراية بالاخطاء، ولانني احاول الدخول الى اعماق الوضع الذي يكون هؤلاء فيه. لذلك انا اسحب قصته من خلال وجهة نظرهم ولا اسعى فقط للحصول على "ساوند بايت" او حديث اعلامي تقليدي. انا اشعرهم انهم لا يتحدثون الى صحفي او مراسل بل يتحدثون الى شخص كان قد مر بفترات ومواقف سياسية صعبة وخطرة للغاية، لذلك هم يشعرون بالتساوي مع مضيفهم لانهم يعرفون انني افهم ما يقولون. على سبيل المثال، جميع الضيوف الذين التقيت بهم كانوا مسجونين في فترة ما، وهذا ما ولد تداخلا مباشرا بيننا لم يكن ليوجد في المقابلات الاعتيادية.

س- هل ستدعو اي شخص من المعارضة الروسية إلى برنامجك؟ ومن سيكون في حال حصول ذلك؟

ج- نعم، سبق وان دعينا عددا من افراد المعارضة السياسية الروسية ولكن تزامن الانتخابات الروسية مع دعوتنا اخّر حضورهم.  وسنرى ان كانوا سيحضرون ام لا.  وقد دعونا جميع الاشخاص البارزين من المعارضة، وكذلك من الحكومة ليكون لدينا بعض التوازن.

س- هل ستستخدم معلومات جديدة من "ويكيليكس" عن هذا الموضوع؟

ج- في الحقيقة، استخدمنا بعضا منها في بعض الاسئلة التي طرحناها على بعض الاشخاص، ولكن عموما نحن لا نستخدم هذا البرنامج لكشف معلومات جديدة من "ويكيليكس". ولكن المعلومات التي نمتلكها عن الضيف ممتعة بما فيه الكفاية.

س- هل هناك صلة مباشرة بين اي من ضيوفك وبين معلومات "ويكيليكس"؟

ج- نعم، جميع ضيوفنا تقريبا على صلة بهذه المعلومات بطريقة أو أخرى.

س- الى أي درجة يؤثر تقييد حركتك في البرنامج؟

ج- ان تقييد حركتي كان هو السبب في اعداد البرنامج.  احتجزت لمدة 460 يوما دون اي تهمة، وكنت اتنقل من مكان إلى آخر حول العالم حيث كانت التحركات السياسية في العالم هي مصدر معلوماتي. وبصراحة شعرت بعزلة كبيرة وانا اقضي ايامي في الريف البريطاني تحت هذه الظروف. لذلك فان هذا البرنامج هو وسيلة لاستقدام الناس الى مقر اقامتي كي نفهم ما يحصل حول العالم بالضبط، لاننا بحاجة لهم. ما يحدث جزء من عمل ويكيليكس.

شاهدوا الحلقة الاولى من برنامج  جوليان اسانج " عالم الغد" في يوم الثلاثاء 17 ابريل/نيسان عند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر حسب توقيت موسكو. وكذلك ستجدون تفاصيل البرنامج على موقع assange.rt.com .

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

بوتين من الصين: لا خطط حاليا لتحرير خاركوف