خبراء لـRT: أزمة سكريبال ذريعة غربية لشن حرب دبلوماسية ضد روسيا أبعادها تتجاوز أوروبا

أخبار روسيا

خبراء لـRT: أزمة سكريبال ذريعة غربية لشن حرب دبلوماسية ضد روسيا أبعادها تتجاوز أوروبا
خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في مدينة سالزبوري التي سمم فيها سيرغي سكريبال وابنته
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/k17b

في ظل رفض بريطانيا المثير للتساؤلات والدول المتضامنة معها تقديم أي دلائل مقنعة تدعم فرضية تسميم روسيا للجاسوس سيرغي سكريبال، سارع الغرب إلى تأجيج حرب دبلوماسية ضد موسكو.

ولحد الآن، لا يزال الغموض يكتنف هذه القضية المشبوهة والمبنية على ترجيحات ضعيفة أعلنتها لندن الرسمية، في حين لم تقدم الشرطة البريطانية بعد أي فرضية موحدة لما حدث في مدينة سالزبوري في الرابع من مارس الجاري وسط استمرار تسرب تفاصيل متضاربة من وسائل إعلام بريطانية.

لكن ذلك لم يمنع لندن من الإصرار على اتهام موسكو بتسميم سكريبال، عقيد الاستخبارات الروسية السابق الذي جندته الاستخبارات البريطانية MI-6 في التسعينيات من القرن الماضي، بمادة A234 المشلة للأعصاب من نوع "نوفيتشوك"، التي بحسب زعم لندن، طورها الاتحاد السوفيتي.

ومن أهم التساؤلات حول تسميم سكريبال: مصدر المادة السامة المستخدمة في الهجوم، وكيفية وصولها إلى سالزبوري والدوافع وراء تسميمه والمستفيدون من ذلك، ناهيك عن توقيت العملية وسرعة الاتهام.

وحول التفاصيل الفنية للقضية، تدعي إحدى التسريبات الأخيرة التي كشفت عنها صحيفة "تلغراف" أن المادة وضعت في حقيبة لابنة سكريبال، يوليا، إما في موسكو التي وصلت منها إلى لندن قبل يوم واحد من التسميم، أو أنه تم دسها في الحقيبة عند وصولها إلى سالزبوري، بحسب الصحيفة.

كما أفادت صحيفة "The Sun" اليوم بأن سكريبال وابنته، ربما أجريا لقاء سريا يوم تسممهما، إذ أن أجهزة نظام تحديد المواقع في هاتفيهما لم تعمل خلال 4 ساعات.

خبراء لـRT: أزمة سكريبال ذريعة غربية لشن حرب دبلوماسية ضد روسيا أبعادها تتجاوز أوروبارئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع أفراد من الشرطة في مدينة سالزبوري

ورأى سيرغي سوداكوف، البروفيسور في أكاديمية العلوم العسكرية الروسية، خلال حديث مع RT أن قضية سكريبال "كانت غريبة وبدت منذ البدايةا كأنها عملية استفزازية مدبرة، لكنها ضعيفة التنفيذ وجرت تحت ضغط ضيق الوقت، حيث استخدمتها بريطانيا لإطلاق حرب دبلوماسية ضد روسيا".

وحسب سوداكوف، فإن اتهام روسيا بتسميم سكريبال جزء من صفقة مبرمة بين لندن التي تمر بمرحلة صعبة جراء انسحابها من الاتحاد الأوروبي وواشنطن.

وأوضح سوداكوف أن واشنطن ولندن هما المستفيدتان الأساسيتان من "حملة سكريبال"، إذ أن الدافع الرئيس للقضية لكليهما هو مكاسب اقتصادية وسياسية.

وبالنسبة للولايات المتحدة فهدفها الأول تهميش روسيا في سوق الطاقة الأوروبية و على سبيل المثال، استبدال الغاز الطبيعي الروسي بالغاز المسال الأمريكي المضغوط، فضلا عن الحفاظ على هيمنة واشنطن في العالم عبر تشكيل تحالف جديد، في أسرع وقت، لإضعاف روسيا برئاسة فلاديمير بوتين خلال فترة ولايته الجديدة، بأكبر قدر ممكن.

والسبب الثالث الذي أشار إليه سوداكوف، هو أن الإدارة الأمريكية التي باشرت حربا تجارية مع الصين، تحرص على تأمين دعم أوروبا في معركتها.

أما بريطانيا، فتسعى إلى تقليل العبء المالي على الميزانية جراء خروجها من الاتحاد الأوروبي والاستفادة من الغطاء الأمريكي و"ضماناته" بهذا  الشأن.

وبخصوص الجوانب الفنية لـ"عملية سكريبال"، قال الخبير الروسي: "إذا حدد البريطانيون أن المادة المستخدمة هي غاز "نوفيتشوك" فمن المنطقي أنهم يملكون نموذجا للمادة، فالسؤال الذي يطرح نفسه: كيف توصلوا إليها؟".

واعتبر أن هذا العمل الاستفزازي دبرته ونفذته أجهزة الاستخبارات الغربية وفقا لتعليمات من الولايات المتحدة.

وختم سوداكوف بالقول إن السلطات البريطانية "تظهر موقفا ضعيفا ببيعها سيادتها للولايات المتحدة وهو أمر سيصعب على لندن إعادتها لاحقا"، واصفا اتهام روسيا بـ"غير المبرر والمتعسف وأنه خرق للقانون الدولي".

خبراء لـRT: أزمة سكريبال ذريعة غربية لشن حرب دبلوماسية ضد روسيا أبعادها تتجاوز أوروبا

بدوره، قال رئيس مركز المعلومات السياسية، أليكسي موخين، إن الشيء المثير للشبهة أن بريطانيا وانتهاكا للقواعد الدولية المعمول بها منعت روسيا من الاطلاع على سير التحقيق في تسميم سكريبال.

ومنطق التطور المتسارع للأحداث حول تسميم سكريبال والضجة الإعلامية الكبيرة حول القضية، تدل على أن المنتفعين من الحملة "يرمون إلى تحقيق مكاسب في أسرع وقت".

وأكد موخين أن "عملية سكريبال" تتطور في نموذج وقالب معروف سابقا وهو اتهام دون أدلة.

واعتبر موخين أن بريطانيا تحاول من خلال إطلاقها حملة مضادة لروسيا "التخلص من موقعها كدولة خاضعة" وبدء سياسية عقوبات خاصة لها كدولة تطمح إلى دور قيادي في أوروبا، بخاصة على خلفية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي".

ورجح المحلل الروسي أن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، تنظر إلى قضية سكريبال كفرصة مناسبة لخطف الأضواء وتثبيت نفسها سياسية قوية. 

وأشار المحلل إلى أن قرب مكان الهجوم من مختبر بورتون داون العسكري البريطاني المعروف بتطويره الأسلحة الكيميائية، خير دليل على أن العملية دبرت على عجل وكانت "غير محسوبة جيدا على نحو شكل تهديدا لحياة المواطنين البريطانيين".

ووصف رئيس قسم العلوم السياسية والاجتماعية في جامعة بليخانوف للاقتصاد، أندريه كوشكين، التطورات حول قضية سكريبال بـ"سابقة لا مثيل لها لا في العلاقات بين روسيا وبريطانيا فحسب، وإنما في تاريخ أوروبا".

وأكد الخبير أن لندن مهتمة بدعم "الشقيق الأكبر"، أي الولايات المتحدة، لتحويل الانتباه عن قضايا داخلية للبلاد، سيما البريكست، وتريد الاستفادة من قضية سكريبال في محاولة إعادة رسم العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

واتفق كوشكين مع الخبيرين السابقين على أن قضية سكريبال "استفزاز مطلوب سياسيا"، مع ذلك، لم يستبعد كوشكين أن واقعة سالزبوري كانت "حادث تصفية حسابات".

ولفت المحلل إلى أن مشاركة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في التحقيق أمر فني، علما أن المنظمة لا تعطي تقييمات سياسية، إذ أنها غير مخولة بتحديد الجهات المسؤولة عن الهجمات الكيميائية.

وقد أجمع الخبراء على أن تشويه صورة روسيا أهم من البراهين في قضية سكريبال بالنسبة للغرب.

المصدر: RT

إينا أسالخانوفا

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا