بوتوكس معدّل يعد بتخفيف الألم المزمن لدى المرضى دون خطر الإصابة بالشلل أو الإدمان
طور العلماء شكلا معدلا من البوتوكس يمكن أن يخفف الآلام على المدى الطويل لدى المرضى الذين يعانون من إصابات عصبية مستمرة.
والبوتوكس هو الاسم التجاري لمرخيات العضلات التي يتم حقنها في الوجه بجرعات صغيرة للتخلص من التجاعيد. وهو بروتين مصنوع من توكسين البوتولينوم، الذي تنتجه بكتيريا كلوستريديوم البوتولينوم (C. Botulinum).
وعلى الرغم من أن الجرعات الصغيرة من توكسين البوتولينوم آمنة بشكل عام، إلا أن استخدام هذا البروتين بكميات كبيرة خطير ويمكن أن يشل العضلات مؤقتا.
وصمم علماء من المملكة المتحدة والولايات المتحدة مادة البوتوكس المعدل لتسكين الآلام دون التسبب في الشلل أو إحداث آثار جانبية ضارة.
ويمكن أن تستمر آثار البوتوكس المعدل، مثلها مثل الاستخدامات التجميلية، لمدة تصل إلى خمسة أشهر، على الرغم من أنه لم يتم اختبارها على البشر بعد.
وقال الفريق إن عمله، الذي نُشر في مجلة Life Science Alliance، يمكن أن يساعد في توفير الراحة لأولئك الذين يجدون صعوبة في التعامل مع الألم المزمن، لأن الأدوية المتوفرة حاليا محدودة بسبب الآثار الجانبية الخطيرة.
ولا يمكن استخدام العقاقير مثل المورفين والفنتانيل إلا لتخفيف الآلام على المدى القصير بسبب خطر الإدمان وسوء الاستخدام والجرعة الزائدة المرتبطة بالاستخدام الطويل الأمد.
وأشارت الدكتورة ماريا مايارو، من جامعة ريدينغ: "يحتاج المصابون بألم مزمن إلى خيارات جديدة للتعامل مع أعراضهم. إنهم بحاجة إلى أدوية أكثر أمانا وفعالية. وجزيئات البوتولينوم الجديدة هذه فعالة في تقليل السلوك الشبيه بالألم في نماذج الألم البشري. ونعتقد أن هذا النهج يمكن أن يفتح الطريق لتطوير علاج الألم لتحسين نوعية حياة الملايين من الأشخاص الذين يعانون من الآلام المزمنة".
وطور علماء من جامعتي شيفيلد وريدينغ، وكلية لندن الجامعية (UCL)، وشركة الأدوية البيولوجية Neuresta التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، طريقة جديدة لإعادة بناء البوتوكس باستخدام عناصر من بكتيريا كلوستريديوم البوتولينوم.
وقال الفريق إنه كسر مادة البوتوكس إلى قسمين منفصلين وأعاد بناء نسخة "ممدودة".
وعند اختباره على الفئران، وجد الفريق أن هذا البوتوكس المعدل غير سام ولا يسبب الشلل.
وكشف البروفيسور بازبيك دافليتوف، من كلية العلوم البيولوجية بجامعة شيفيلد: "في الوقت الحالي، لا يمكن لمسكنات الألم إلا تخفيف الألم المزمن بشكل مؤقت وغالبا ما يكون لها آثار جانبية غير مرغوب فيها. ويمكن لحقنة واحدة من مانع عدم الشلل الجديد في موقع الألم أن يخفف الألم لعدة أشهر لدى البشر، وهذا يحتاج الآن إلى اختبار".
وأضاف: "نأمل أن يتمكن الدواء المصمم هندسيا من تحسين نوعية الحياة لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين يعانون من آلام مزمنة".
وأدت نتائج البحث إلى نقل التكنولوجيا إلى شركة Neuresta الأمريكية الناشئة في مجال المستحضرات الصيدلانية الحيوية، والتي تعمل الآن على تكييف حاصرات الأعصاب للحالات العصبية المختلفة باستخدام هذه التقنية.
المصدر: إندبندنت
