الجامعة العربية تعلق مشاركة الوفد السوري وتدعو اعضائها الى سحب سفرائهم من دمشق

أخبار العالم العربي

تحميل الفيديو
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/571482/

قررت الجامعة العربية في الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لبحث الاوضاع في سورية يوم السبت 12 نوفمبر/تشرين الثاني تعليق مشاركة الوفد السوري في اجتماعات الجامعة ودعت الدول العربية الى سحب سفرائها من دمشق.  

قررت الجامعة العربية في الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لبحث الاوضاع في سورية يوم السبت 12 نوفمبر/تشرين الثاني تعليق مشاركة الوفد السوري في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع منظماتها والأجهزة التابعة لها اعتبارا من 16 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى تنفذ دمشق بنود المبادرة العربية.

واعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي يرأس اللجنة الوزارية الخاصة بالازمة السورية ، اعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نبيل العربي امين عام الجامعة العربية ان الجامعة قررت كذلك فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الحكومة السورية ودعت الدول العربية الى سحب سفرائها من دمشق ولكنها تركت تنفيذ هذا الامر لكل دولة كقرار سيادي خاص بها.

كما دعت الجامعة الجيش السوري الى الامتناع عن المشاركة في عمليات قتل المتظاهرين.

ودعا الشيخ حمد جميع اطراف المعارضة السورية الى اجتماع في مقر الجامعة العربية خلال ثلاثة ايام "للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سورية". وأن ينظر مجلس الجامعة في نتائج الاجتماع ويقرر ما يراه مناسبا بشأن الاعتراف بالمعارضة السورية.

واعلن الشيخ حمد ان دولتين عربيتين هما لبنان واليمن صوتتا ضد القرار بينما امتنع العراق عن التصويت.

ووصف وزير الخارجية القطري هذا القرار بـ"المؤلم والصعب، كون ان سورية بلد عزيز علينا".

وجاء هذا القرار بعد الاستماع لكلمة مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف أحمد، أعلن خلالها عن ترحيب بلاده واستعدادها التام للتعاون مع زيارة بعثة من جامعة الدول العربية إلى سورية للوقوف على الاوضاع في الواقع.

كما اكد السفير أحمد في وقت سابق التزام بلاده الكامل بخطة العمل العربية التى أقرها مجلس الجامعة في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، وانها جادة في تنفيذ بنود الخطة.

محلل سياسي سوري: الولايات المتحدة وادواتها العربية كانت تملك هذا السيناريو منذ البداية

هذا واعتبر المحلل السياسي السوري حميدي العبد الله في مكالمة هاتفية مع "روسيا اليوم" من دمشق انه يجب الابقاء على المبادرة العربية حية واستخدامها وسيلة للخروج من الازمة،  فلا يوجد طريق اخر للخروج من الوضع القائم.

واشار العبد الله الى ان "الامور تتجه بين سورية والجامعة العربية الى المواجهة اذ تحاول الجامعة العربية الآن ان تعوض عما فشلت الولايات المتحدة والدول الغربية عن تمريره عبر مجلس الامن الدولي بسبب الفيتو الروسي والصيني".

وردا على سؤال حول سبب عدم تصرف سورية  قبل ان تصل الامور الى هذا الحد  للحيلولة دون هذا الوضع اكد العبد الله انه "لم تكن هناك خيارات اخرى امام النظام لان الولايات المتحدة وادواتها العربية كانت تملك هذا السيناريو منذ البداية. والمبادرة العربية منذ البداية وضعت بطريقة تستفز فيها سورية لترفضها، ولكن سورية قبلتها".

صحفي مصري: القرارات العربية ستفتح الباب واسعا امام المزيد من الضغوطات على سورية والتدخل الخارجي فيها

من جهته وصف الصحفي المصري المختص في الشؤون العربية أيمن سمير في حديث لـ"روسيا اليوم" من القاهرة القرارات الصادرة بانها بمثابة "القاء القفاز في وجه الحكومة السورية ودفعها للاستجابة لكل المطالب في خطة العمل العربية".

وقال ان القرارات "تفتح الطريق امام مختلف الضغوطات السياسة والاقتصادية الداخلية والخارجية، ودعوة الجيش السوري الى ما وصفته بوقف اطلاق النار على المدنيين يفتح الباب للمزيد من الانشقاقات في الجيش السوري ضد النظام السوري".

 ومضى يقول اما اعلان الجامعة عن "سعيها لتوفير الحماية للمدنيين عبر الاتصال بمختلف المنظمات العربية والدولية فهذا قد يفتح الباب واسعا امام التدخل الخارجي".

واضاف ان "دعوة المعارضة للاجتماع في مقر الجامعة خلال ثلاثة ايام يعني فتح الباب امام الاعتراف بالمعارضة كممثل شرعي في الجامعة بديلا عن النظام السوري".

باحث روسي: موسكو ستأخذ بعين الاعتبار القرارات العربية ولكنها لن تتخلى عن النظام والشعب السوري

من جانبه اكد كبير الباحثين في معهد الاستشراق الروسي فلاديمير إيساييف في حديث لقناة "روسيا اليوم" من موسكو ان "القرارات قاسية بالفعل ولم يتوقعها الاختصاصيون بهذه الشدة.. وسورية اصبحت في وضع صعب لانها ستجد نفسها منفصلة عن الجامعة العربية، كما ان العقوبات الاقتصادية ستنعكس على الاقتصاد السورية".

وبالنسبة للموقف الروسي ازاء قرارات الجامعة العربية هذه قال ايساييف ان "وزارة الخارجية الروسية تجري الآن دراسة معمقة لهذه التطورات، والحديث عن موقف روسي واضح سابق لاوانه. ولكن روسيا ستضطر لاخذ بعين الاعتبار العوامل المرتبطة بقرارات الجامعة العربية وان تقف الى جانب الدول الغربية، ولكن هذا لن يعني انها ستتخلى عن النظام والشعب السوري".

بدوره قال نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية صالح مسلم خلال مكالمة هاتفية مع "روسيا اليوم" من الدوحة: "اننا كمعارضة كنا خلف بعض هذه القرارات لمعرفتنا بالقوى التي تريد الشر بسورية ومعرفتنا بالعناد السوري المصمم على القمع وقتل المدنيين لذلك طالبنا الجامعة العربية باتخاذ قرارات رادعة وعملية".

بينما قال المحلل السياسي علي الأمين في مكالمة هاتفية مع "روسيا اليوم" من بيروت انه "من الواضح اننا انتقلنا الى مرحلة جديدة وهي تدويل القضية السورية، اذ ان قرار التعليق لا يعكس فقط رغبة الجامعة بل يعكس ايضا، في مكان ما، عجز النظام السوري عن احداث تطور نوعي على المستوى الداخلي مع المعارضة او لاجراء اصلاحات".

وقالت الكاتبة والمحللة السياسية حنان البدري في مكالمة هاتفية مع "روسيا اليوم" من واشنطن ان الولايات المتحدة "تملك بدون شك مصلحة بتغيير النظام الحالي في سورية ولكن بعد قرار الجامعة اصبح هذا الامر مفروغ منه لان الامر وصل الى اللاعودة، لذلك على الرئيس السوري الاحتكام الى الرأي العام والاعلان عن انتخابات او اقتراع شعبي داخلي لانه من غير المعقول الاستمرار في هذه الدائرة على حساب الشعب السوري".

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا